أنا لا أقول جباية ضرائب لأنني دفعت 360 دينار مخالفات دون أن يوقفني شرطي سير واحد طوال السنة باستثناء مرة يتيمة ، ولا أقول جباية ضرائب لأني وجدت عشرات الأشخاص الذين يدفعون دم قلبهم لدائرة السير ، ولا أقول ذلك لأنها دفعتني لتقديم طلب ( أضّمن إشارة أو رادار ب250دينار يومي) ولكنهم لم يقبلوا ولا أقول ذلك إلا لأنني أصبحت الآن أتخيل كل سائق يحمل في عينيه كاميرتين وبين منخاريه راداراين ، وأتخيل الإشارة الحمراء فاتورة مستحقة ، وإشارة السرعة إشعارا من البنك لاستحقاق الكميالة ، كلما أسرعت أكثر دفعت أكثر.
أصبحت سيارتي مصابة بجنون الإرتياب حتى انني أصبحت أرى الناس جميعا شرطي سير
دفعت 360 دينار مخالفات ولم تحصل لي فرصة لقاء شرطية واحدة (أنغش) عليها أو شرطي واحد (أنكد عليه) هكذا مخالفات الأردن ؛ ندفع دون أن ننفس غضبنا حتى ، دون ان نعلم متى ولماذا عقوبنا
شعرت حقا بالإحباط فما جائت به اليمين من الليرات ذهبت به الرادارات والكاميرات
أظن أنني سأكره التصوير والخلويات الحديثة أظن أن سأخترع جهاز لإخفاء الرقم كسيارة النمر المقنع
أظن أني سأعمل ساعات مضاعفة فلقد أصبحت لي عائلتان مكلف بهما ( أسرتي وأسرة السير)
وتسمع أوصافهم أولئك الذين يصورنك للعدالة وكأنك مجرم فار من قدره ، الأول على سكوترالأمانة) والثاني في (ميتوسبيشي لانسر رمادية والثالث في ( بكمب) للأمانة أيضا
والرابع واقف بين الشجر والخامس مستلقي ويصور من خلال ناظور
حرب عصابات !!! ملاحقون حتى في تنقلاتنا بين عملنا وبيتنا ، حتى في لقمة عيشنا بعد استقطاع جميع الضرائب،
والله العظيم أنني أبحث الآن عن مبرمج يقوم بتصميم لعبة تسمى :
شوارع عمان
بحيث تهاجم السائق جحافل المطبات والحفر والرادرات والكاميرات وكوماندز السير وعلى السائق أن يعود إلى بيته بدون خسارة حتى يفوز وهكذا
لا تسرقوا فكرة اللعبة بل عيشوها في شوارع عمان