تعتبر مرحلة التقويم مرحلة اساسية لمعرفة مدى تحقيق المعيار والهدف الذي اردنا الوصول له عند البدء بالتنفيذ ، وتطبيقا على العملية التعليمية فإن امتحان الثانوية العامة هو وسيلة لقياس مدى قدرة الطالب على اجتياز متطلبات النجاح في مواد الثانوية العامة ليكون مؤهلا في الالتحاق بالتخصص الجامعي ؛ وهذه الوسيلة لا تعني بتاتا أن نتصيد أخطاء الطالب ، وأن نحاول وضع اسئلة تبين مدى براعتنا على إرباك الطالب وتحييره بما يسمى في عرف مجتمعنا ( بالغربلة) ، فهدف الإمتحان هو تقييم مدى قدرة الطالب على الإجابة لا مدى قدرة واضعي الأسئلة على صياغة إمتحان لا تفك شيفرته بتاتا .
اتعجب أيضا من بعض محاضري الجامعات الاردنية حينما يتفاخر بأنه استطاع وضع سؤال موضوعي (ضع دائرة) واحسن اختيار الإحتمالات بحيث أن الطالب أذا اخطأ سيجد الإحتمال الخطأ أمام عينه فيسهل اختياره وبالتالي يصعب أن ينجح في الإمتحان وكأن ارباك الطالب وتحييره أصبح هدفا عند البعض ، ونجاح الطالب وتفوقه عيبا من عيوب الإمتحان .
الطريف في ردود الفعل التي تحدث بعد كل امتحان للتوجيهي هي تكرار سخط بعض الطلبة ، ثم قيام الصحافة بدور الوسيط وخروج مسؤول التربية ليعيد على مسامعنا هذه الجملة التي حفظتها غيبا وهي :
الإمتحان يتم صياغته ليناسب جميع مستويات الطلبة ، بحيث يناسب الطالب الضعيف والطالب المتمكن ، والأسئلة من داخل المنهاج ، والإمتحان مباشر وبسيط وضمن قدرات الطالب .
وهنا أتسائل :
ولكن هل تلك الردود التي خرجت من الطالب كما تردنا في موقع الأوائل التعليمي هل كانت بعد أن قام بالدراسة الفعالة ، وختم المادة ، وإعطاء المادة حقها أم أن صعوبة الإمتحان ( شماعة ) نعلق عليها أخطائنا ؟؟؟
وهل رد مسؤول التربية والتعليم قد خرج بعد سماع شكاوي الطلبة وتدبرها ، والقيام بعملية مراجعة للأسئلة بطريقة موضوعية ومحايدة ؛ أم أنه الرد الذي يسكت كل مشتكي ، ويكتم فاه كل معترض .
أتمنى أن نتروى في ردود افعالنا ، وأن نحاول الحكم على الأمور بموضوعية ، وبعيدا عن التحيز ، والتجربة الفردية ، وأن نعطي كل امتحان وزاري فرصة لأعادة النظر في مدى صعوبة الأسئلة وقدرة الطالب على الإجابة عليها مع الأخذ بعين الإعتبار حجم المادة ، وزمن الإمتحان ، والوقت المتاح لدراسة المادة