انطلقت صافرة الحكم وبدأ مارثون الألف ميل و ركض الجميع بنفس القوة ممن تابع على نفس القوة ، وابتعد المتسابقين عن بعضهم اثناء ركضهم وتوجهت الكوكبة نحو الهدف ، ومع الوقت تراجع البعض وحافظ البعض الآخر على طاقته ، وفي منتصف الطريق لم يبق سوى القليل نحو الحلم ، وتوزع المتسابقين الى مجموعة من المتأخرين ومجموعة من المتقدمين والغالبية بينهما ،
واقتربت النهاية و الجميع يقتله التعب ، ويكاد يغمى عليه لشدة الإرهاق ولم يبق سوى بضع كيلومترات ، و مجموعة تقدمت و تقدمت نحو الهدف لكن الإعياء أخذ مأخذه في الجميع ، وحينها خرج متسابق افريقي كالبرق من آخر المتسابقين واجتاز المتنافسين واحدا واحدا ، متسابق وكأنه بدأ السباق للتو ، توجهت جميع كاميرات التصوير اليه وبدأت بملاحقته وهو يقطع الصفوف ، ويجتاز الكوكبة التي في الوسط ويتجه مباشرة للهدف ، وما زال امامه مجموعة متقدمة ، وبسرعة ثابتة وبخطى واثقة وبكل قوته يجتاز المتنافسين ، ويدهش الجميع ، ويعكس جميع التوقعات ، يجتاز زملاؤه و يقبل راية النهاية بصدره الممتلئ سعادة ونشوة وطاقة تجسد معنى الإنتصار.
هكذا صفة هذه الأيام فالعبرة في اللحظات الأخيرة ، والأعمال بخواتيمها ، و الجميع يمتلك طاقة كامنة خفية في قلبه ، والايام فرص ،وفرصتك الآن أن تثبت للجميع أن تستطيع أن تتفوق ،وأن تعلو تحلق ، في سماء الناجحين
إذا كنت تشكو التعب فالجميع كذلك ، ولكن التعب يشعرك بأن الراحة ستكون قريبة ومفرحة إذا صبرت قليلا على دراستك ، وإذا شعرت بالملل فتذكر تلك اللحظة التي تسمع فيها إعلان نجاحك أمام الجميع ، وتخيل بسمة والدك وحضن وادلتك ، وفرحة احبابك ، وتخيل تفاصيل حفلة النجاح لحظة بلحظة وستحد أن طاقتك عادت إليك ، وإذا شعرت بالتشتت فلا تقلق فاسترح قليلا ، فإن راحة المتعب قوة ، والتركيز يحتاج لذهن صافي ، والدراسة المركزة تحتاج لمكان وزمان ملائمين ، ولا تكن كالحطاب الذي حمل فأسه وبدأ بقطع الاشجار ، ففي البداية كانت حصيلة يومه عشرة اشجار ولكنها اصبحت تتراجع رغم أنه يزيد في ساعات دراسته ووصل به الحال أن يعمل طوال اليوم لقطع شجرة واحدة ، فصادفه حكيم فقال له : استرح واشحذ منشارك ؟؟؟؟ نعم ، جميعنا نحتاج لشحذ منشار طاقتنا وهمتنا وقوتنا وعزيمتنا ، ونحن نجد تلك الطاقة في الصلاة ، وفي الدعاء ، وفي الاسترخاء ، وفي النوم بساعات كافية
هذه الايام ستمر سريعا كما مرت عليك 18 سنة ولم تشعر بها ، والعام القادم حينما تكون مع زملائك في الجامعة تتذكرون هذه الأيام ستبتسم وتحن لها رغم مرارتها وصعوبتها وتعقدها ، نعم فمرحلة التوجيهي مرحلة لن تشعر بحلاوتها إلا إذا انهيتها ، كالمتسابق الذي أنهى السابق فبدأ بمشاهدة شريط المارثون مرة أخرى بكل سعادة وفخر ، وتمنى أن تعود الذكريات ليسطر انجازا جديدا ،