لماذا أصبحت معلما؟؟؟


تتكرر على مسامعي نصيحة ممن حولي حينما يعلمون بأنني احمل شهادة الماجستير في المحاسبة بقولهم ( شو جابرك عالتعليم ، اشتغل محاسب احسنلك ؟؟؟) وحينما اسمع هذه النصحية تخطر عدة تساؤلات بخاطري :

أولاها : هل وصلت مهنة التعليم لحد الإزدراء ، وهل استبدلنا محاولة البحث عن التقدير بمحاولة منع تحقير ، وهل فعلا حينما يذهب المعلم لخطبة ابنة احدهم ويخبره بأنه معلم سيجيبه ( الشغل مش عيب ) ، أظن أن هذه تدني قيمة المعلم في المجتمع مبالغ فيه ، وإن كانت تشهد قلة تقدير

الفكرة الثانية : انا معلم ولكني سعيد في حياتي ، والاقي التقدير حينما ذهبت ، في حصتي الصفية وفي ساحة المدرسة وفي جلساتي العائلية وبين اصدقائي ،و لم أشعر بشعور بعض الزملاء الذين تمادوا بإحباطهم و أخذهم اليأس كل مأخذ. و حينما بحثت عن السبب فوجدت الإجابة جاهزة من خلال المقارنة بين تجربتني عشتهما ، فحينما كنت اعيش احباطا كبيرا في مهنة التعليم ، وكنت قد قررت الاستقالة من المدرستين الليتن اعمل بهما ، ولولا الله عز وجل لكنت الآن في مجال آخر فما اسباب احباطي في السابق ، وما اسباب سعادتي الآ، في مهنة التعليم ؟؟؟؟

بصراحة تغير أمران فقط :

الأول تغيرت نوعية الطلبة الذين كنت أدرسهم ، فبعدما كنت اشرح لطلبة غيرمبالين اصبحت اجد آذان صاغية ، وحينما كنت افتقد للطالب الذي يتخذني ناصحا ومرشدا ، اصبحت في عيون طلبتي قدوة يحفظون عني حتى كلماتي وجملي ويذكرونني بها ، وهذا التغيير سببه الرئيسي نوعية الطلاب الذين كنت ادرسهم في مدرستي الاولى ومن ثم وجدت الطالب الحقيقي في مدرستي الجديدة



السبب الثاني : السبب المادي ، فحينما وجدت بأنني استطيع بجدي واجتهادي بالحصول على دخل مناسب ومعقول شعرت بالاستقرار الوظيفي والامن الوظيفي ، وشعرت بقدرتي على البذل والتقديم



أفكر الآن وبكل جدية : لو توفر المعلم المؤهل وقدمنا له الطالب المهتم والمؤدب والخلوق ، ووفرنا له الدخل المناسب

هل سنشكو من تدني مستوى التعليم ؟؟؟؟